وخلاصنا في الرسم بالكلمات

بعيدا عن كل عبارات الغضب و اتخاذ المواقف الدفاعية . و بعيدا كل البعد عن النظرة الفوقية أو النظرة التحتية مع العلم أن لي مطلق الحرية أن أدلي قداماي من البرج العادي و انا أنظر الي الكون كقرية من النمل . بعيدا عن كل ذلك عزيزي تبقي حقيقة واحدة أن التدوين ليس عملا جماعيا و أن النظر الي المدونات باعتبارها سلوك اجتماعي مجتمعي هي نظرة خاطئة
يأكد حق استقلال الفضاء السيبري أو التخلي علي حقيقة الفردية القائمة في محيط الشبكة و علي الرغم من اجماع علماء الاجتماع علي أن الانسان كائن يجنح الي التنظيم فان جوهر ظاهرة التدوين ( ان أرفض أن اصف التدوين بمصطلحات علم الاجتماع ) هو الفردية
عزيزي الرائع في عملية التدوين ليس التخفي وراء الاسماء المستعارة أو نقل الأخبار أو الرفض و الخروج علي المألوف الرائع في التدوين هو المحافظة علي الفردية لكل من ماهيته الافتراضية و ليس وجوده الافتراضي
تنظيمات المجتمع تعني الرقابة و الرقابة تعني اختفاء جوهر الظاهرة .
انا اتفق معك ان يجتمع من هنا في هذه المدونه علي كلمة سواء و أتفق معك علي أن قميص الرقع الذي يرتديه هذا المكان لا يناسب أحدا و لكن تعالوا الي كلمة سواء بيننا و بينكم :
أولا : لا يمكن و بأي حال من الأحوال أن أصف مدونة تضم خمس أو ست أو عشر اشخاص بانها اتحاد و لايمكن أن أصف التدوين بأي حال من الاحوال بان له اتحاد فليس من المعقول أن نقع في أخطاء من سبقونا عندما أقاموا ما أطلقوا عليه " غني يا بهية" حفلة المدونين . من أعطاهم الحق بأن يتحدثوا باسمي و اسمك واسم شهرزاد . مهما كان منظمي الحفل هل وجدت بالحفل روح أدم المصري أو عفوية حكايا أخر الليل أو رزانة العبيط أو كلمة البيانست .... الخ
ثانيا : لا شيء يدعو الي التقييم هنا أو التقويم كلنا علي قدم الحرية سواء و معني ذلك أنني قد أتعالي عليك قد انصاع اليك ما تمليه مشاعري هو ما أكون عزيزي أرجوك تخلص مرة من عوامل المجتمع . أخلع نعليك أنت تدون أفكارك و انت هنا هو الاخر الانسان المجرد من عوامل المجتمع من أقنعة القهوة الصباحية و المشاعر المخبأة بادراج المكاتب و الابتسامة المدفوعة الاجر و الفرح المعروف مسبقا .
ثالثا : يظل السؤال الاهم " ماذا نكتب ؟" و دعك من السؤال " لمن نكتب ؟" ماذا نكتب يقتضي أن نكون علي أرضية اشتراك في فكر أو في اهتمام أو في ناحية أدبية أو سياسية . بداية أظن أننا نتفق في الهروب ونتوحد في اللقاء علي سماء الجلوس وراء شاشات الكمبيوتر
و تبقي كلمه . ليس المقام مقام تعالي ولا مقام استكثار و لا استنكار هو مساحة الحرية التي وجدتها دون أن تدق بأيد مضرجة أو أن نبذل فيها الغالي أو الرخيص قدمت لي علي طبق من فضة فقبلت وربما تكون أحلامي الواقعية هي التي أضحي بها في واقع أفتراضي . وان صح ذاك فدعك من رقص سالومي و تنضيد العشوائي و افعل ما تريد فربما تكن حلاوة روح لا أكثر

-------------------------------------------------------

العنوان : من قصيدة لنزار قباني